ماذا ستقول؟

غريب طبع البشر.

لا أعلم لم؟ لم نقدم أفضل ما لدينا للآخرين؟ وأسوء ما لدينا لأنفسنا؟

love-yourself-poster

في كثير من الأحيان، بل أغلبها، يتحدث الكثير من الناس بلغة سلبية لأنفسهم. على أمور عادية وبسيطة.

لو أذنبت أو أخطأت في حق الله، ممتاز، لُم نفسك، فهذا ما سيجعلك تتوب لأنك وقتها ستعرف عظم من عصيت. لكن في أمور الحياة العادية المباحة تتحدث لنفسك وتلمها وتوبخها وتشد عليها شدا قاسيا في المعاملة، لم؟

ما هو السبب؟

ما هو الدافع؟

طيب، ما هي النتيجة؟ هل جعلك هذا الاسلوب سعيدا في حياتك؟ تشعر بالبهجة والاستمتاع فيها؟

كثيرا ما نقول ويقول الكثير: أحب نفسي. لكن لو اتصل على أحدهم لمدة اسبوع ولم يرد هذا الشخص، بدأ يلوم نفسه ويقول أنه أخطأ بالاتصال وأن هذا الشخص يكرهه و و و و

ولأعطي مثالا حديث الزمن، لو علق أحدهم تعليقا سلبيا مخالفا لرأيه في انستقرام أو تويتر، يقلب يومه حزما وألما مع أنه لا يعرف هذا الشخص المتخفي خلف اسم مستعار

السؤال الذي يجب أن تسأله نفسك، على الأقل لفترة، حتى تخفف بعض الشيء من صوتك السلبي الناقد الجارح اللوام المجادل الذي يحكم ليل نهار عليك وعلى تصرفاتك، هو:

لو كان أقرب صديق لك يخبرك هذا الكلام عن نفسه، بم ستنصحه؟

friends

لو أخبرك صديقك: أشعر أن فلان لا يحبني وأنه يكره أن يراني

فلان قال كذا وهذا يعني كذا وكذا عني أنا

بكل تأكيد فلان يقصد هذا الفعل ليجعلني أشعر بالقهر

وغيرها من العبارات القاسية على الذات التي لا تنفع ولا محل لها من الإعراب وتجعل الشخص محبط وحزين وهذا يؤثر على سلامته النفسية وسلامة من حوله، أسرته وأصدقائه

ماذا ستقول لهذا الصديق؟ هل ستقف بجانبه وتخفف عنه وتريه الجانب الطيب من الأمور؟ أم ستقول له، صحيح صحيح أنت تستحق هذا الكره وهو يكرهك !!!!!!!!

عامل نفسك كما، وأفضل، تعامل الآخرين لأن هذا يجعلك شخصا مستقرا سعيدا، يستطيع أن يمنح الحب والودّ وحسن التعامل مع الآخرين، فبالتالي يسعد معهم

خفف عن نفسك، وكن صديقها، فنفسك أولى الناس بحسن ورقة ولطف وعطف صداقتك. دائما اسأل نفسك، هل ما أحدث به نفسي الآن يجعلني أشعر بسوء؟ بحزن؟ أم بسعادة؟

الوعي بأنفسنا أول خطوة. ينشغل الكثير من الناس بالناس وفي الدنيا ولا يكون بينهم وبين الوعي أي علاقة.

استعن بالله المستعان والوكيل، واطلبه وادعوه باسمه البصير والعليم أن يبصرك بنفسك ويعلمك عنها. واذا شعرت بالضجر أو القلق او الحزن، سبح الله، قل سبحان الله وبحمده وقل دعاء الكرب لا إله إله أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. اهتم بنفسك لأن الله يحبك وكرمك، لم لا تقدّر هذه النعمة؟

 

من يخبرنا ويلهمنا، كيف تحدث نفسك؟ وإن لم تكن تحدثها جيدا، هل تنوي تطبيق “أحب لنفسك وعاملها كما تعامل صديقك؟” في انتظاركم

 

10 أفكار عن “ماذا ستقول؟”

  1. السلام عليكم
    قرأت موضوع الجميل جداً جداً
    وأشكرك على هذا الطرح المتميز
    أما أنا فأحدث نفسي بالتسامح في أغلب أوقاتي وأنا لدي من القدرات العالية التي تجعلني أتجاوز كثيرا من الأزمات ولله الحمد .

    1. تبارك الله،والحمدلله
      رائع أخي علي، مهارة التسامح هامة وليست سهلة، فالحمدلله الذي فتح عليك بها. كل التوفيق ومنها للأعلى : )

  2. رائعة المقال أحببتها وسأطبقها .
    رسائلك ببساطتها وقصرها ترغمني على فتحها كلما تصل لبريدي لأنها تخاطبني وتخاطب كل شخص محب لنفسه .
    شكرا مى على التذكير بارشادنا لمعاملة تلك الملكة التي تقبع داخلنا:)

  3. أحب نفسي ولكني ألومها دايما
    احس ان الناس افضل مني ومريت بمرحلة اكتشفت اني حسود في بعض الأمور
    واحاول اقنع نفسي اني عكس ذلك ولا فائدة

    اتمنى اني اغير من نفسي واطورها عشان يختفي هذا الاحساس بالنقص عن الغير

    و شكرا

    1. أخي بوحمدان

      لا تقلق، استعن بالله

      هل تعلم أنك لو تعرفت على اسم الله الرزاق، والعدل، ستتغير نظرتك للأمور؟ وللحياة؟
      أنصحك أن تقرأ عنهم وتستعين بالله وتدعوه باسمه الشافي أن يشفي قلبك من كل ما لا يرضي الله سبحانه، وسيشفي قلبك من الحسد وعندما تقرأ أذكار الصباح والمساء استعذ بالله منه بقلب حاضر، يحميك ولن يتركك

      وهل لك أن تقوم بكتابة ما هي الأشياء التي تحبها في نفسك؟ ما هي الصفات التي تراها رائعة فيك؟ أو يراها الآخرون حولك فيك؟ اكتبها وأعد كتابتها، وأشغل نفسك بنفسك ومع الوقت ستجد أنك بدأت بتقدير ذاتك أكثر وشعرت أن لك قيمة خاصة أنك تحب نفسك فهذا سيسهل عليك المهمة. كل إنسان يستحق الأفضل وله قيمة ومكانة، ولا يوجد شخص أفضل من شخص في قيمتنا كبشر، إنسان، إلا عند الله في التقوى والعمل الصالح كما جاء في الحديث.

      بكل تأكيد الناس يتفاوتون بالقدرات والنجاح، لكن هذا لا يجعل أحدهم لا يتسحق التقدير والاحترام عندما يقارن مع شخص آخر تفوق عليه بأمر.

      اهتم بنفسك، ستجد الراحة

      كل التوفيق لك : )

      هنا تجد مدونة أسماء الله الحسنى للاخت فجر
      http://www.alfajerq8.com

      1. شكرا مي ، جزاك الله خير الجزاء و وفقك بكل خير
        دائما نحتاج محفزين من أمثالك لنشعر ببساطة الحياة و روعتها
        حركتي في داخلي الإحساس بالسعادة لإهتمامك بمشاكل الناس
        من يومين فقط وانا اقرأ في مدونتك ولم أكتشفها الا من يومين أيضا
        كم هو غريب تضييع وقتي في الانترنت بدون فائدة ومثل مدونتك موجودة من سنين
        كم هو جميل قراءة شئ مضى على كتابته سنين و شهور ولكنه لم يفقد صلاحيته لصدق ما فيه من معاني وأفكار
        اتمنى لك التوفيق والنجاح في حياتك

  4. معك حق ، منذ فترة قلت لقريباتي أنها لا تحب نفسها فضحكت لأنها لا تعرف ما معنى أن تحبي نفسك ،حالها مثل حالي الكثير من الناس ، الذين يظنون أنهم يحبون أنفسهم و هم في الحقيقة يسيئون إليها، و ليس من المعقول أن يجتمع الحب و الاساءة معا .

اترك رداً على حنان إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *