ما الذي يبهجك؟

أهلا!

هل تعلم، أننا كبشر مخلوقين لكي نستمتع بالحياة؟ الدنيا والآخرة.

هل تعلم أن البهجة والاستمتاع يكونا في البساطة بعيدا عن التعقيد؟ في الأمور الصغيرة ليس بالضرورة الكبيرة والعملاقة؟

هل تعلم أنك لو كنت مستمتعا بالحياة، تستطيع وقتها أن تكون شخصا أفضل فتبتهج حبا وودا وقربا مع من تحب؟

do-more-of-what-makes-you-happy

غالبا، ولبعض البشر دائما، ما ننغمس بزحمة وانشغال الحياة، بالأخص ماديّاتها. يا الله. يكفينا. يكفينا ذلك. يكفينا إهمالا ونسيانا لذلك الجانب المنعش في الحياة، الجانب الذي يجعل قلوبنا ترقص، يجعلنا نقدّر اللحظات المفرحة، وهدايا الله العظيمة، الجانب الذي يجعلنا ننضج وننسى ما يعكر صفو الحياة، وما سيصبح ماضيا ننساه لا يعني شيئا بعد أيام، أسابيع أو أشهر قليلة. الجانب الذي يجعلنا نشعر في قلوبنا الصغيرة الدافئة بحبّ غير مشروط لذواتنا، ولمن حولنا من أحبابنا، فنكون متفتحين، لا نعقد الأمور، ونحرص أن نجعل كل يوم مبهج، بغض النظر عما قد نواجه من أقدار أو اختبارات أو ابتلاءات صعبة، لابد أن يكون في كل يوم أمر ممتع ولو كان رؤيتك لسماء الله الزرقاء، تغطيها غيوم كأنها حلويات/شعر بنات. الأمر يعتمد على ماذا؟ نظرتك أنت؛ لذاتك وحبك لها، ومن ثم اهتمامك للاستمتاع والبهجة.
لقد قيل أن السعادة تعتمد على حدث معين يحصل ليسعد الإنسان، في حين أن الاستمتاع والبهجة هما في روح الإنسان لا علاقة لهما بالظروف ولا يعنيان أن الإنسان لا يحزن أو يتضايق أو يبكي، هما فقط القوة المحركة والداعمة لحياة هذا الإنسان الذي يعلم أن الله لا يسوق له إلا الخير، سبحانه.

أحضر ورقة بيضاء، مثل جبنة فيتا اللذيذة، أم مثل قلب ذلك الصديق الذي وهبك الله إياه، أو مثل قلبك المحبّ للخير. وأحضر قلم بيك جاف فهو الذي يملك أجمل الخطوط، وقل، بسم الله، يارب يا بصير بصرني؛
ابتسم ابتسامة جميلة منعشة مثل إعلانات معجون الأسنان، واكتب ما هي الأشياء التي تجعلك تبتهج؟ تستمتع؟ تشعر بذلك النفس السعيد في فؤادك؟

اكتبها. قديمة، لا تستطيع فعلها الآن، سخيفة، تخجل أن يقرأها أحد، مهما كان حكمك (أتمنى أن توقف الأحكام ولو لدقائق). اكتب كأنك تكتب لأول مرة. اكتب كأنك تكتب لآخر مرة. أكتب؛

يبهجني أن أستمع للقرآن بصوت القارئ العجمي
يبهجني أن أسبح الله وأدعوه وأخبره ما في قلبي
يبهج قلبي أن أتعلم وأسمع عن الله وعن عظمته وحبه لنا
يبهجني أن أقود سيارتي في طرق طويلة، مساء
يبهجني لقاء مع صديقة رائعة، والحديث معها لوقت غير مقطوع، على مهلنا
يبهجني أن أضحك على نكت إخوتي وإخواني أو تعليقاتهم
يبهجني أن أمثّل

هلمّ جرا، اكتب ما يخصك أنت
أرجوك يا صديق، امنح نفسك “حبا” ووقتا. صدقني هذا سيعيد اتصالك بروحك، وسيجعلك “تتنفس الصعداء” ؛-)

بعدما تنتهي من كتابة القائمة، ارجع واقرأها، ستكون وقتها مبتسما وقد تضحك!! انظر، ما هي الأمور التي لم تفعلها منذ زمن طويل؟ ما هي الأمور التي “نسيت” أنها تنعش روحك؟ افعلها. حدد وقتا ولا تنسى أو تتناسى ذلك، تذكر، عندما تكون أنت مبتهجا، فهذا سيبهج كل من حولك؛ أحبابك، وسيعطيك صحة ونشاط.

قبل أن نختم، هناك نقطة هامة جدا جدا، لا تنافي ما ذكرنا لكنها هي القالب وهي الأم الروحية له. كنت اقرأ أو أسمع ذلك مسبقا لكن لم يكن يحرك فيني شيئا، الآن عرفت لم يقولون هكذا. أظن أنه ابن القيم من قال؛ فيما معناه، أن بهجة ومتعة الحياة الدنيا هي في معرفة الله سبحانه بأسمائه وصفاته.
يا الله!!! معرفته حقا نعيم وبهجة ومتعة ولذة وشعور يصعب وصفه! جنة للقلب للروح للعقل وللجسد. الله! من أعظم النعم التي رزقني الله إياها أن سخر لي أن أعرفه بأسمائه، لم أنتهي منها كلها، لكن مجموعة منها، وجعلتني أحب الله حبا عظيما عميقا لا أتمكن من شرحه. وهذا الحب أعطاني بهجة لا تقارن بأي المتع خاصة وأن ثمارها في كل وقت وكل حين وفي الدنيا والآخرة.
لو لم ترغب في فعل أي شيء في حياتك، حسنا، لا تفعل، لكن تعرف على الله بأسمائه الحسنى وصفاته. أحبك يا الله. حقا من قلبي أتمنى أن يرزقكم الله ويرزقنا حبه ومعرفته لأنها أعظم نعمة.

من يخبرنا ويلهمنا، هل تحرص أن تبهج نفسك؟ كل يوم؟ هل تعرف وتعيي بالأمور التي تسعدك؟ أخبرنا : )

6 أفكار عن “ما الذي يبهجك؟”

  1. تدوينة مفيدة كالمعتاد 🙂
    بالنسبة لى أكثر ما يبهجنى ان اكتب
    اجد فى الكتابة متنفس
    اعبر عن نفسى وعن كل شئ استصعب ان اتفوه به من خلال الكتابة
    ويوم اشعر انى لا استطيع الكتابة .. اكتئب حقا

  2. السلام عليكم
    هذه أول مرة أقرأ مقالة لك…
    صراحة مقالة جداً رائعة ومفيدة
    بالنسبة إلي أنا أكتر شي بيبهجني أنو حدا
    يسمعني, ويقدر اللي أكتبو…بس للأسف مافي:(
    شكراً كتير ع المقالة الجميلة والرائعة والمفيدة

  3. السلام عليكم
    اشتقت لمقالاتك مع اني لم اترك مدونتك لدقائق إشتقت لها لاني غالبا هنا فإن تركتها للقيام بعملي اشتاق للمدونة وللمقالات اصبحت صديقتي الداعمة لي وسط زحمة الحياةفعلا اصبحت مدونتك هي من تشعرني بالسعادة والفرح
    قبل مدة كان أي شئ يسعدني أكون متفائلة دائما ولكن ضغوطات الحياة انستني اياه كنت بسيطة وعفوية الآن أخاف من أي شئ أخاف من الضحك نفسه ممن تصادمت معهم بهذه الدنيا
    ولكن مقالاتك اعادت لي توازني ولم أعد اخاف شئ شأضحك بأعلي صوتي وسأترك الماضي وسأسامح من أساء بحقي

  4. صراحة مقالة جداً رائعة ومفيدة
    بالنسبة إلي أنا أكتر شي بيبهجني أنو حدا
    يسمعني, ويقدر اللي أكتبو…بس للأسف مافي:(
    شكراً كتير ع المقالة الجميلة والرائعة والمفيدة

اترك رداً على douha zakaria إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *