العم الغالي / عبدالعزيز الغنام

نادتني أمي. تعالي تعالي.
ذهبت.
فاذا ببرنامج على قناة الكويت، يقابلون رجل له، العم الغالي / عبدالعزيز الغنام. له كاريزما عجيبة. وقور. هادئ. يتحدث بروّية. وجهه سمح، بعض ملامحه وبعض اسلوبه يذكروني بأبي. جلست وفي نفس الوقت بسرعة أحضرت ورقة وقلم.


بدأت في التسجيل. في كتابة قصة “رجل الأعمال”. كنت أكتب أبرز النقاط. وأنا مبهورة. ياه! أول مرة أسمع قصة فوز ونجاح تاجر كويتي!! كنت أسمع من بعيد جداً أن فلان بدأ هكذا، وفلان بدأ هكذا أو هذا فقد ورث من أهله. فقط. لكن لم أسمع قصة وتجربة لرجل أعمال بهذه الطريقة. كل القصص في خيالي قصص من العالم الغربي (للأسف).
لا أنسى استمتاعي وانبهاري وفرحتي يومها.
انتهت الحلقة. وقالوا أن هناك جزء ثاني بعد اسبوع.
لم أجدني من قبل أهتم هكذا في “التلفاز”، لكن وجدتني بعد اسبوع أجلس أنتظر الحلقة ومعي دفتري.
للأمانة، من كلام هذا الرجل، ومسيرة حياته، اسلوبه وطريقته، وأخلاقه، تكونت له معزة في قلبي واحترام شديد له.

دارت الأيام.

جاءتني رغبة في أن اكتب تجربته! خاصة وأني من خلال مدونتي دائما أتحدث عن الاحلام وعن تحقيقها، ففكرت أن أسلط الضوء على نماذج عربية خليجية كويتية، وماكان يهمني جداً وقتها هو الأشخاص العصاميين. الذين بنوا أنفسهم بأنفسهم بعد توفيق الله ومنته.

أوه!!
تذكرت!!
قمت بالبحث في الانترنت، ووجدته. رأيت البريد الالكتروني وأرسلت البريد التالي:

العنوان: هل من الممكن أن تشجعني؟

الرسالة:

السلام عليكم

الأخ الفاضل الدكتور / غنام الغنام المحترم ..

قبل عامين أو أكثر .. كنت أأتي لحضور بعض المحاضرات الخاصة بالتربية في كلية التربية الأساسية، عندما كنت طالبة في جامعة الكويت.. وذلك لاهتمامي في هذا المجال .. ورأيت شخصاً لا أعرفه، ولكني سمعت أنه يقال له غنام الغنام.

قبل عام أو أكثر، رأيت في التلفاز مقابلة للسيد / عبدالعزيز الغنام حفظه الله، يحكي قصة نجاحه الأكثر من رائعه، حفظه الله، بل وسجلت بعضاً منها .. وقال .. واحداً من أبنائي فقط اتخذ السلك الاكاديمي وأصبح دكتوراً في الجامعة .. ابني غنّام .. و كان حفظه الله يتكلم بطريقة لبقة راقية تليق بمقامه ومقام نجاحه ومسيرته العطرة ..

رأيت اسمك عندما قرأت أحدى مقالاتك في أول مرة في جريدة القبس .. كمحض صدفة .. فربطت أنك ابنه .. والله أعلم..

حفظكما الله ..

هدفي لإرسال هذه الرسالة .. هو طلب بسيط وعظيم منك أن تساعدني، وتشجع مسيرتي التي اتخذها هذه الأيام .. ولأنك مربياً فاضلاً لا أتوقع أنك ستتوانى في ذلك  .. وفقك الله

لدي مدونة أكتب فيها لأشجع الشباب كي يكون لديهم هدف أو رؤية يسعون لها في حياتهم، سواء أكان ذلك في مجال الأعمال، أو في غيره من المجالات الأخرى .. وأريد أن أكتب قصص نجاح أو تجارب رجال يعيشون في مثل بيئتنا، حتى أقرّب ماهية النجاح والانجاز لأبناء جيلي، أن إنظروا إلى من هم مثلنا وماذا حققوا .. و لكي أقوي فيهم الفخر بأن الشباب الذين بدأو سيصلون إلى الأعالي ليرفعوا اسم الكويت، سأريهم الدليل، بأن أعرض قصص نجاح آبائنا الكويتيين كأمثال السيد / عبدالعزيز الغنام ..

ماذا ترى؟ وماهو رأيك؟

مع تحياتي / ميّ التركيت

يومين فقط ورن هاتفي واذا به د. غنام الغنام.

WOW

أذكر كنت على الدائري الثالث. وهذا قبل أكثر من عام بالمناسبة.


قمة في التعاون، اللباقة، التشجيع. لم يترك شيئاً لم يمدني به بخصوص المصادر الخاصة بوالده العم عبدالعزيز الغنام حفظه الله.
أعطاني كل ما لديه من أرشيف مجلات وصحف، وكتب. أخذتهم، وقرأتهم كلمة كلمة جملة جملة سطر سطر. ووضعت أسئلتي. ومن ثم بدأت في الكتابة.
بعدها لصحة الكلمات والمعلومات لأنك تعرف أحيانا الصحف تغير وتبدل، أرسلت ما كتبت للدكتور غنام ليعرضه على والده وعرضه عليه وأبدى ملاحظاته بشأن صحة المعلومات.

بعد فترة،
رن هاتفي،
فاذا به الدكتور غنام يقول، وقد كنت أتمنى هذا الأمر بشكل خيالي وهو ماطلبته في البداية وأخبرني اقرأي المصادر أولا ولو كان لديك استفسار أو أسئلة نجعلك تقابلينه لأنه تحدث عن تجربته من قبل، صحيح أعجبني هذا الرد جداً الذي ينم عن أناس يقدرون قيمة وقتهم، لكن لازالت تلك الرغبة القوية في أن أقابل هذا الانسان الذي أحترم وأقدر، لأني ممن يؤمن بشدة بأن مقابلة الفائزين والناجحين تثري حياتنا بشكل مهول.


قال: الوالد يود مقابلتك.


قفزت يومها من الفرح وفتحت فاهي بأوسعه !! لكني تصرفت بشكل رسمي وعادي : )) يعني ترى متعودة انا 😀


قابلته بداية هذا العام. لقد كان يوماً راقياً جميلاً ياه كم أبتسم الآن وأنا أكتب، حينما قابلته فرحت فرحا لا يوصف، ومن سعادتي وقتها كان تركيزي يتشتت بعض الدقائق ويرجع مرة أخرى. أريد أن أستفيد منه قدر الإمكان، أريد أن أتأمل هذا الرجل العظيم أمامي، حفظه الله. رأيت خبرة عريقة عميقة قوية عظيمة لا يعرف صعوبة وقسوة وعلو فوزه ونجاحه إلا من مرّ أو سيمر برحلة مثل أو أصعب من رحلته. يا إلهي كم أقدّر العصاميين. كم أقدر الألم العظيم ياه ياربي .. كم أقدر الألم الذي يصبر عليه الرجال فقط ويحققوا ما يريدون! أواه قلبي أواه. أنا مليئة بالحماس، وقابلت العم عبدالعزيز الغنام، فلك أن تتخيل شعوري.


تواضع هدوء رويّة شموخ هيبة وكاريزما. حفظه الله. كم وددت لو كنت أستطيع تقبيل رأسه. حفظه الله من كل شر وأطال في عمره لأبناءه وقرّ أعينهم به.
قابلت ابنه أحمد أيضا. ما شاء الله. رجال أعمال أقوياء يعرفون ما يفعلون وماذا يريدون. ولازالت تربطني علاقة جيدة بالدكتور الرائع غنام الغنام.

ترقبوا، سأنشر القصة على سلسلة تدوينات، ومن ثم أجمعها في ملف واحد كما أفعل دائما.
ولأني أؤمن أن مثل هذه التجربة تستحق الانتشار والتقدير، ففكرت أن أقوم بعمل موقع الكتروني خاص له. ما رايكم؟ أتوقع يجب أن أذهب الآن لأطلب من المبرمج أن يصممه.

من منكم متحمّــــــــــــــــس؟




8 أفكار عن “العم الغالي / عبدالعزيز الغنام”

  1. خطييييييييرة ياميوووش
    بصراحة ماأعرف دا الانسان أبدا
    أول مرة أقرأ عنه هنا
    بس شكلها التجربة كانتتتت مرررة خطييرة نقلتيلي حماااس شيييي =)
    واتحمسست أعرف عنوو أكتتر ^^
    يلا قددددددام =)

  2. كالعادة تثرينا بافكار واسلوب فريد
    الله يمد في عمر كل الرجال الى من هل النوع
    انا متشجعة لفكرة الموقع بتعرفي انا بحب اي موع هادف مثل هيك اتابعة
    ودما تشجعني لاطرق ابواب لم اطرقها من قبل
    وتمدتي بالافكار التي تبعدني عن التشتيت
    الذي لا ينفك يعود الى كلما رتبت اموري
    ابدعتي

  3. الله يسعدك اختي مي على الاهتمام هذا ..
    اكيد الكل فيه الحماس ليقراء فالعصاميين لهم الاولوية في كل شيء ..
    ننتظرك

  4. Pingback: العم الغالي / عبدالعزيز الغنام – 1 | مدوّنة ميّ

  5. استمتعت معك ومع مدونتك ، بارك الله فيك وفي جهودك
    قراءتي عن العم عبدالعزيز الغنام ذكرتني بالشيخ الفاضل احمد الغنام ، صديق والدي منذ الطفوله
    رحمهم الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *