العم الغالي / عبدالعزيز الغنام – الأخيرة

نكمل الجزء الأخير من قصة نجاح العم عبدالعزيز، الملهم باصراره ونجاحه وقوته وصبره وتركيزه، عسى الله أن يحفظه ويوفقه.

مجموعة الغنَّام

طبعاً، لأنهم بتوفيق من الله وفضله، ومن ثم استمرارهم بالعمل والجهد والمثابرة والإصرار حتى هذا اليوم، وفقهم الله وكبرت شركتهم، مجموعة الغنام، ومازالت وستظل تكبر إن شاء الله. والشركة الأم لمجموعة الغنَّام ملكاً للعم عبدالعزيز ولأخويه محمد ويوسف ولا يوجد بها شركاء، أما بعض الشركات التابعة والزميلة فبها شركاء منهم منذ عام 1962م حتى الآن ومنهم ناجي همشري أردني وبانسي لال هندي وبعده أولاده، وانند ديفندر كومار هندي.

بعدما كبرت شركتهم الخاصة بقطع غيار السيارات، بدأوا تدريجياً يتوسعوم ويكبرون ويدخلوا أسواق جديدة، منها عالم العقارات والأسهم، ودخلوا في عالم المجوهرات والأزياء والمطاعم والسيارات والتعليم، ولهم سلسلة فروع تغطي معظم مناطق الخليج والمنطقة العربية وأفريقيا والهند وباكستان وشرق آسيا، تبارك الله، ودخلوا أيضاً بعالم الخدمات الطبية والمستشفيات مثل مستشفى رويال حياة. ولديهم لا يوجد شيء اسمه المشروع الأخير، فهم شركة طموحة جداً وتتطلع للنجاح والعالمية باستمرار. فلا يعني لديهم تحقيق ثروة مالية التوقف عن النجاح وعن إضافة قيمة حقيقية لعملائهم والأهم من ذلك المساهمة في انعاش اقتصاد الكويت، وكذلك رفعة اسم الكويت عالياً في الأسواق العالمية.

أبنائنا و تجارتنا

هذه المملكة التي بنوها، ويريدوها أن تستمر، فإن خير من يديرها بالتأكيد هم أبنائهم، والذين تعتبر مجموعة الغنام لهم، وفي جميع المجالات لا يوجد أحد أفضل من صاحب الحلال لإدارة حلاله.

في فترة الغزو عام 1990م بقي العم عبدالعزيز في الكويت وخرج أغلب موظفيهم، وبعد التحرير بدأ أبناؤهم الذين أنهوا دراستهم الجامعية يلتحقون بالعمل في مجموعة الغنَّام، ومنهم أحمد ابن أخ العم عبدالعزيز؛ محمد، عمل لفترة وبعدها أخذ يعمل لحسابه الخاص، وابن العم عبدالعزيز؛ أحمد كان موظف في بنك الكويت التجاري والتحق بالشركة الأم كنائب مدير. ووقتها كان العم عبدالعزيز هو الرئيس وإخوانه نوابه. وبالتأكيد كانوا يدربون أبنائهم على الإدارة والقيادة، لأنهم مؤهلين علمياً فلا يحتاجون إلا للاشراف وبعض التدريب العملي. وقد كان وقتها لديهم مديراً أردنياً، درب السيد أحمد ومن ثم سافر إلى أمريكا لظروفه الخاصة. وبعدها تدريجياً التحقوا بهم البقية مثل ابن العم عبدالعزيز؛ غنَّام و عادل ابن أخيه محمد وفؤاد ابن أخيه يوسف وطارق ابن أخيه محمد وغيرهم.

ابنه غنَّام استمر معنا لمدة 7 أو 8 سنوات تقريباً، ومن ثم ذهب لإكمال دراسة الماجستير و الدكتوراه، فهو الأكاديمي الوحيد لديهم، وهذا حسب رغبته وحبه وشغفه لمجال التدريس.

ومع توسعهم بعملهم أكثر وأكثر، بدأوا بإعطاء الأبناء مجال أكبر للعمل وهم جامعيون بتخصصات مختلفة وأغلبها في التجارة والاقتصاد، فساعدوا في توسيع مجالات الشركة ولله الحمد فدخلوا معهم قطاع التعليم، القطاع الصحي، وتوسعوا في مجال العقار.

وفتحوا محلات في دبي لقطع الغيار والمواد الغذائية (المطاعم) وكذلك بجنوب أفريقيا،  عمان، الهند، باكستان، جزر المالديف، السعودية وغيرها، وأيضاً بتوفيق الله أخذوا وكالة أحد أندر السيارات وأعلاها ثمناً وهي أوستن مارتن. وبعد انضمام أولادهم لمجموعتهم واتقانهم العمل تقاعد الإخوان الثلاثة العم عبدالعزيز وأخويه.

ديوان الغنَّام

ديوان الغنام في الكويت ديوان معروف جداً للإنسان الراقي / عبدالعزيز الغنام. والمعروف في الكويت بالكرم وحب الخير للاخرين، ويهتم كذلك بمسعة بلده وصورته عند الأجانب والزوار والضيوف من خارج الكويت، فهذا هو النجاح الحقيقي، فليس النجاح المقتصر على الذات أو الاهل والأقارب فقط. لقد كان، ومازال، حريصاً هو وإخوته على استضافة الشخصيات الكبيرة ورجالات الدولة والدول الأخرى، وحتى الحكام الذين يأتون الكويت لانهم غالباً ما يختلطون بالحكومة فقط مما يعني الامور الروتينية والرسمية، وهم يريدونهم أن يأخذوا خلفية رائعة وذكرى يحتفظون بها عن الكويت وشعبها وكرمهم، فهذا أمر مهم لدرجة كبيرة وبه فائدة لصورة الكويت امام العالم. وديوان العائلة يعتبر المكان الأول لاجتماع الأهل والأقارب، عسى الله أن لا يفرق شملهم وشمل من يقرأ ويأمن.

أهم الدروس المستفادة من العم / عبدالعزيز الغنام:

لقد قمت بوضع عدة أسئلة سألتها العم عبدالعزيز، لكي أقرب العدسة منه، من شخصه وشخصيته. حتى نعرف ونرى ونفهم كيف يفكر هذا التجار الناجح؟ ماذا كان يفعل حتى وصل؟ ما هو طموحه؟ هل يقدر ذاته؟ هل يشعر بنجاحه؟ هل تاجر بشيء يحبه؟

العم عبدالعزيز طموح لدرجة كبيرة جداً، طموحاً لا حدود له، له نفسا تواقة كما يقال. عشقه الوحيد استحداث المشاريع، وأن يأتي بشيء لم يات به أحد من قبل. على الرغم من أنه تقاعد وقد دخل في مجالات تجارية كثيرة كان يطمح لها دائما، لازال يطمح ويقول أن الجد والاجتهاد والطموح لا حدود لهم.

الصور الذهنية الداعمة لأحلام هذا الرجل العظيم، كانت دائما في ذهنه فعلى الرغم انه عمل من أجل أهله، إلا أنه لم يكن فقير الطموح يريد أن يلبي حاجة وكفى، لا أبداً، بل ركز على تخيل نفسه رجل أعمال ناجح، ذو شأن، وكانت هذه الصورة دائما في نظره وتلح عليه، إلى أن تحققت وتحقق أعلى ما تصور كما قال حفظه الله.

كان يؤمن أن النقود قوة ووسيلة لتحقيق ما يرغب به الانسان من حياة كريمة وكذلك تلبي كل مايرغب به، وهذا التصور الايجابي عن المال، وكما يقول “المال الحلال” ساهم جدا بصورة كبيرة في وصوله إلى درجة الثراء. لان عزيزي القارئ تصورنا عن النقود يحدد مستوانا المادي.

من الكلمات أو العبارات التي كان دائما ما يرددها بينه وبين نفسه: “من توكل على اللع فهو حسبه”، لكل مجتهد نصيب، وكان دائما يركز أن كل مشكلة تزيده قوة وصلابة وترفعه وتزيده خبرة.

وبالنسبة للمشاكل التي كان يواجهها، كان يقول أنها خبز يومي لرجل الأعمال، والتحديات كذلك، ولم يشعر أنه رغب في أن يتوقف عما كان يعمل، بسبب التركيز الليزي على الهدف، يريد أن يصبح رجل أعمال ناجح يضيف قيمة لعملائه ويحقق لنفسه ولأسرته عيشة كريمة مرفهة.

والسبب الذي جعله يتوسع بشكل كبيرهو ايمانه أن التاجر لا يع بيضه في سلة واحدة بل ينوع بالتجارة الحلال، أي عليه أن يطرق كل الأبواب الحلال.

العم عبدالعزيز يرى أنه مازال مبتدأ في عالم التجارة لأن التجارة عالم فسيح كبير لا حدود له ولا قعر. ويشعر أنه أدى كل ما بوسعه ويشعر براحة عميقة وكبيرة متناغم مع نفسه لأنه حقق أحلامه، ومع ذلك فلديه أحلام جديدة تراوده ويطمح للمزيد من النجاح. تبارك الله.

في خلال رحلته لم يكن لديه مخاوف بالمعنى الحقيقي للمخاوف، لكن كان تأتيه بعض الهواجس وبعض الخوف من الفشل، لكن هذا في السابق، بشكل كبير أما مع الخبرة والانجازات لازال هناك هواجس لكن خفبفة جدا جدا، ويجب على الانسان أن يعمل على الرغم من الخوف وهذا الفارق بين من وصل للقمة وبين الخائف الجامد في مكانه.

يقول العم عبدالعزيز التالي لكل من يرغب في أن يدخل عالم التجارة:

أقول له أن العالم مليء بالتحديات والصعاب فكما قال المثل الذي يريد الورد عليه أن يتحمل الشوك والذي يريد العسل عليه أن يتحمل لسعة النحل، فما نيل المطالب بالتمني  ولكن تأخذ الدنيا غلابا. أوصيه بالصدق والأمانة والسمعة الطيبة لأن رأس مال التاجر السمعة والثقة قبل النقود، وأوصيه بالابتكار والابداع وعدم تقليد الاخرين فعالم التجارة بحره واسع ومطلوب الذي يريد الغوص به أن يكون صاحب نفس طويل، فإذا وقع يوما عليه أن يقف بصلابة و لاينظر للوراء بل عليه دائما أن ينظر للامام بمنظور وردي بعيد عن التشاؤم والحسد.


****

تنتهي بهذا تجربة العم عبدالعزيز، واتمنى أن تكونوا قد استفدتم وقد ألهمتكم التجربة باذن الله. نسأل الله لمجموعة الغنام التوفيق وعسى الله أن يحفظهم ويرزقهم مان غير لا يحتسبون، ويطيل بعمر العم عبدالعزيز، ويسرني هنا أن أشكر الدكتور غنام على تعاونه الأكثر من رائع لإعداد وكتابة هذه التجربة. شكرا له مرة أخرى وشكرا لكم

والموقع في الطريق القريب ان شاء الله

😉


4 أفكار عن “العم الغالي / عبدالعزيز الغنام – الأخيرة”

  1. ونعم الرجال ونعم الرجال العم العزيز//عبدالعزيز الغنام رجل الموقف ورجل تعجز الأحرف في صياغة أحلا الكلام في حضرت جنابه الموقر جمعني الله به أن شاء الله بأقرب وقت بعدغياب عنه طال وطال وطال ولا حول ولا قوة لي به هذا الفراق الصعب المرير ولكن ربما تجمعنا الايام ذات يوما ربما ’’’’’ولكن بعد قرائتي للكلام الذي قيل عنه أوجز الكاتب مشكورا بما ذكر عن العم ///عبد العزيز الغنام وصدق مشكورا

اترك رداً على Mai Zuhair إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *