تأملات كثيرات ..

1200
مصدر الصورة

قبل يومين تقريباً، كنت في الخارج وقت انتهاء دوام المدارس .. كان الطريق واقفاً بلا حراك .. و استمتعت بالملاحظة ..

كانت على يساري مدرسة بنات ، ابتدائي ..

رأيت أولياء أمور ينزلون من مركباتهم و يصلون لباب المدرسة لأخذ بناتهم، و أولياء أمور آخرون يكتفون بأن يكونوا خارج حدود المواقف و يأتون البنات إليهم، و أولياء أمور يحادثون بناتهم و يضحكون معهم و يعانقونهم أو يمسكوا أيديهم .. و خدم و سواق يحملون حقائب الأطفال و يمشون قبلهم .. أو يمشون معهم .. بنات صغار ينتظرون أهاليهم عند السور .. أخريات يجلسن .. يتحادثن .. يضحكن أو يلعبن ..

السير بطيء جداً .. واقفاً بلا حراك .. السبب هو أن هناك سيارات تدخل الشارع ، و نحن مجموعة اخرى نريد الخروج .. سيارة واحدة لسيدة عسى الله أن يغفر لها .. أبت أن تتقدم بضع سنتيمترات حتى تنحل المشكلة .. كأنها غير مسؤولة .. و السير كله واقفاً .. بجانبها سيارات أخرى يسعون لافساح الطريق و وجوههم تقول أريد حلاً سريعا ، دعني أدني جانباً أو أتقدم للوراء أو ارجع للخلف ، حتى أخفف على العالم و على الازدحام المرهق .. هناك سيارات أخرى تقول نفسي نفسي ، و تأتي جانبا تسرق المليمترات الصغيرة و تغصب هيكل السيارة أن يأخذ المكان الصغير لكي تخرج قبل سيارة أخرى ، كأنها الوحيدة التي تريد الخروج من الشارع ..

فهناك حب و حنان و اهتمام .. و هناك لا مبالاة .. هناك تعاون و ايثار .. و هناك أنانية .. سبحان الله .. مع أن الجميع بشارع واحد و أبنائهم بأعمار واحدة و أغلبهم في مناطق واحدة .. لكن .. العقول و النوايا و الأخلاق تختلف ..

كنت أبتسم و أنا أراقب .. أستمتع بملاحظة الناس و العالم .. و رؤية كيف يتصرف هذا و كيف تتصرف تلك .. الأطفال .. ضحكاتهم .. براءتهم .. تراهم من النوافذ يطلون بفرح ليأخذوا أخواتهم أو أخواتهن .. كأنهم لم يروهم منذ زمن .. فرحين .. بريئين .. ما أحلاهم ..

هكذا الناس .. مختلفين ..

الشارع ، تعلمت منه كثيراً ، و أحب أن أتأمل ما أراه .. سأحكي لكم ما لم أحكيه لأحد .. ترقبوا سلسلة أنا و الشارع D:

24 فكرة عن “تأملات كثيرات ..”

  1. سبحان الله، اليوم كنت أنتظر اختي تطلع من المدرسة -و العادة أنا أو أخوي نجيبها-، كنت أفكر بقريب من هالأفكار، أقول هل هي مساحة مناسبة لكتابة قصّة ؟ ..

    النظر من بعيد يعطيك فرصة للتامل و التحليل

  2. لاتذكريني كنت مسؤول كل يوم اخذ اخواتي من المدرسة، وكنت اتضايق بسبب الزحمه 😀
    الآن اتمنى ارجع يوم واحد اخذهم من المدرسه اشتقت لمشاويرهم : )

  3. مساء الورد

    هكذا هي الحياة

    والحمد لله رب العالمين

    الله يسامح الحجية ويعينكم على زحام الطريقات في الكويت

    سعدت بقراءة وصفك للحياة السعيدة الحافلة بالابتسامات ومسك يد الاطفال

    الله يديمها من نعمة
    ويكثر منها يا رب

    تبعث للنفس الراحة
    والاحياي بالامان

    اتمنى من الاهالي
    الذين يعتمدون على الخدم والحشم
    اعادة النظر للامور المتعلقة بابنائهم

    وانا بانتظار حلقة جديدة من سلسلة انا والشارع

    ترا حلو الاسم
    🙂

  4. صدقت فيما قلته
    و لعمري إن أهم سبب يدعو للإزدحام هو الانانية فلا أحد يلزم طريقه و لا أحد يفسح للآخر و ترى الناس يركنون سياراتهم دون مبالاة ما اذا كانوا يغلقون الطريق او يغلقون على احد

    لقد مللت من الشكاية من الناس كل يوم 🙂

  5. متورّد: أتفق معك ، مساحة ممتعة! اكتب لنا قصة ..

    Exganza: لول! الزحمة متعبة طبعاً ، لكن بها كنز جميل .. سأخبركم بها في السلسة! D:
    الله يخليهم لك ان شالله ..

    منال: أهلاً بك .. و حياك الله و عساك دوماً سعيدة =) و يارب تهدي الأهالي الي كذلك .. اي حلو الاسم انا عجبني بعد D:

    عبدالله: أهلاً بك .. و لا تملّ الشكاية : ) لا تشكو ، ابحث عن الوجه الآخر للمشاكل .. راجع مدوّنة صريح، بها الكثير من المراجع الثمينة : )))

  6. صباحك ومساؤك سكر يا مي

    زحمة الشوارع وخصوصاً عند المدارس شي يرفع ضغطي..

    بس خلاص تعودنا عليهم وعلى الضغط المرتفع 🙂

    ” سلسلة أنا والشارع ”
    فكرة أكثر من رائعة ونتتظر الحلقة الثانية..

    تحياتي لك ..

  7. فعلا مراقبه الناس متعه..
    صراحه انا بتسلى لما اروح على اي مكان فيه اكتظاظ و بس اراقب الناس من بعيد .. الفرحان و الزعلان و النعسان و الزهقان و المريض..
    سبحان الله..

    يعطيك العافيه .. فعلا موضوع رائع..
    تحياتي

  8. مي 🙂

    لستِ بأغرب من صاحبكِ .. كتبتُ كثيراً عن تأملات رأيتها في الشارع .. أرى في الشارع الشخص الطبيعي الذي يتعامل بسليقته دون تكلف ..

    تقبلي مروري ..

    العائد .. محمد 🙂

  9. أتمنى لو أهل الكويت يبتدون شي إسمه carpooling وهو أن يستلم ولي أمر بتوصيل الأطفال الذين يسكنون في نفس الشارع. النتيجة: تخف الزحمة.. ماكو خدم يستقبلون الأطفال، لأن ولي الأمر يقوم بذلك ويعامل الأطفال مثلما يعامل أولاده. ويتبادل أولياء الأمور بعملية التوصيل على حسب جدول يوزع بينهم.

    أحب أوسع الطريق للمستعجلين، ترى بعضعهم يخجلون أحيانا إذا ماعندناهم بسباق السنتميرات وتلقينهم يبتسمون من الفشلة ويشكرونك!

    أتوق للسلسلة الجديدة!!

  10. وصف جميل ورائع ، استطعتي ان تجعلينا نعيش تلك اللحظات من خلال كلماتك 🙂

    في لحظة قد يكونك غيرك ساخط وغاضب على الازدحام ، فكرتي في التأمل لستعدي نفسك والاستمتاع بلحظات الحياة ..

    شكراً لكي ..

  11. الأسطورة: أهلاً عزيزتي .. الزحمة ترفع الضغط لأنها تكبح جماح القدم أن لا تضغط على البانزين D:
    ان شالله ، قريباً السلسلة p: في بالي هذه الاشياء منذ سنين ، بقي أن أسطرها ..

    smilefirst: أتفق معك ، متعة =)) حياك الله ابتسم أولاً 😉

    محمد الصالح: أهلاً أهلاً بعودتك و الحمدلله =) نعم نعم الشارع نعم الصديق و المعلّم ..

    صالح: يا كثر الي مايعرفون الاتكيت مو بس بالشارع، علينا نأثر عليهم بالي نعرفه احنا = )))

    شيماء: ليش ان شالله لا لا شنو اودي عيالي معاهم لا يبا لا P: جذي الردود =) أتمنى يصير هالشي ! انا فكرت بأفكار راح اعرضها بالسلسة = )
    KPTC مسوين خدمة مجانية توصيل من و إلى المدارس، بدوا بالرميثية لكن مادري وين وصلوا و شنو ردة فعل الأهالي ..
    و صح كلامج ، الأخلاق طول عمرها ومهما طال الزمن أو قصر تبهر الشخص الي جدامها و لو كانت أخلاقه غير عالية .. شكراً لك لافساحك الطريق للآخرين .. انا صراحة أفسح و أحب اساعد لكن أحياناً إلي يلزق فيني من ورى أحب أعاند عشان يتعلم ما يأذي الناس و ان 120 = 120 مو 120 = 180 p:

    برّاك: أهلاً بك هنا =) كل شي مو زين للأعصاب اذا كان مخالف لما في عقولنا ، لذا انحن من يتحكم كيف نرى الأشياء من حولنا =) اسعد بحياتك و دع الأعصاب للمرضى و الله يعينا منها تراها مشكلة الزمن 🙁

    صريح: نعم نعم D: .. أعشق التأمل لا أدري لم ، و أتوقع أني لا أتأمل إلا عندما أقود السيارة ، أحياناً أحياناً – و هي قليلة حتى لا تقول أني مجنونة – أخرج للتأمل فقط ، يعني أصنع مشواراً لنيّة المرور بالشارع D:

  12. ماهذا التأمل ,, وماهذه الحبكه ,, وماهذا الروقان في المراقبه ,, تأملات جميله ونقل أجمل لما حدث.

    لكن راودني سؤال … هل لو كان هذا الموقف في شهر أوقست … هل ستكتبين نفس هذه الكلمات المتأمله المتفآئله 🙂

    الجو يلعب دور في الروقان ولا؟

  13. ابراهيم ! أهلاً بك .. شكراً شكراً

    لوول ضحكتني .. سأقول لك هذه التفاصيل في السلسلة D:

    لا مشكلة مع الحر اللهم لك الحمد هناك مكيف في السيارة p:

  14. موضووع رائع يا مي وهالحاااله يومين اتابعها لان حولين بيتي مدارس حكومية وخاصة

    فتحصليني فالرده والروحه اجوووف هالمنظر

    بالنسبة للعقليات لا تنسين ان التربية تلعب دور والتعليم والمكانه الاجتماعية عند البعض منا يعتبرون نفسهم فوق الناس فقط لان عندهم فلووس او من العايلة الفلانية!!!؟ وهل شي منتشر عندنا وايد فالخليييج للاسف

    بس موضوع شيق جدا وبنتريا سلسلة انا والشارع
    اتمنى مرورج على مدونتي المتواضعه

    تحياتي

  15. حيا الله أهل الامارات =)

    يومياً ! واو .. عيل شبعت من الزحمة D: الله يعينكم ان شالله ..

    طبعاااا صح كلامك العقليات و التربية تلعب ادوار مو دور بس .. و صح وايد منتشر .. لأن المادة أصبحت رقم 1 .. ضاعت الأخلاق ..

    مررت على مدوّنتك و يشرفني ذلك =)

  16. والله هذه العادات صارت غريزة بطبع الناس واصبحت صفة اساسية ويومية لديهم ,
    الكل ينظر الى كصلحته هو حتى ولو يكن قادرا على تنفيذ مصلحته , الناس اصبحت ………………………
    لا تعليق
    بالتوفيق

  17. والله شي محزن كتير, عدم الشعور بالمسئولية في الشوارع.. لا سيما في الشوارع الداخلية عندما تأتي سيارتان في وجه بعض..
    وكل واحد مصمم أن لا يتراجع.. وكأنه يتراجع عن شرفه

    تحياتي

  18. أخ أحمد ، حياك الله ، صحيح .. و في نفس الوقت هناك الكثير ممن يتعاون =) عسى الله أن يزيد منهم ..

    كلها مسألة .. أخلاق .. لا غير ..

  19. كم استمتع عندما أكون في منزلي فأحتسي كوب قهوتي وأنا أراقب الشارع وأتأمل أحداثه!!

    ترين فيه أنواع الناس وأنواع التعاملات..

    موفقة أختي مي

  20. كلامك واقعي والحمدلله انتهيت من مهمة التوصيل من فترة بعيدة
    لكن مراقبة الشارع تعطيني راحة نفسية ودائما عندما تفتح الاشارة وتنطلق السيارات اتذكر الاية الكريمة التي معناها ان كل انسان كادح الى ربه كدحا سيلاقيه–كل له هدف في خروجه قد يكون خيرا او شرا –
    وتعودت استحضار النية وتعديدها حتى انال الثواب حتى في مشاويري العاديه
    بارك الله بك ابنتي الغاليه مي

اترك رداً على قلم طموح إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *