مجنونة و سعيدة

2386

يوم أمس ..

Beep .. بييب .. التفت خلفي و أنا أسمع، و أرى.. أرى وجهاً بريئاً تعلو عليه أمارات الخجل، الخوف، و الحيرة! طفلة، بكل براءة و عفوية، تدفع عربة الأغراض -في الجمعية التعاونية- و تعاملها كأنها سيارة، و لأني كنت أمامها، فقالت بييب .. فاذا بي أسمع سيدة تقول بنبرة غضب و شريّة: “لم تقولين بييب؟” !!!!! معقولة هذا الكلام ؟ مجنونة ؟ لا أصدق !! كيف يفكر عقلها؟ أو قلبها ؟! لا حول و لا قوة إلا بالله ..

للأسف، السيدة كانت أمّها …

بعد دقائق ..

امرأة كبيرة في السن، في الخمسينات من عمرها، تجر عربة أطفال و بها أغراضها، خبر، خضرة، و لبن… على وجهها أمارات المتعة و الفرح : )) رأيتها كثيراً في ذلك اليوم، هنا و هناك، و هي تجر العربة بسرور!! شكلها أضحكني و أسعدني! كلما رأيتها ابتسمت لي كأنها تقول “وناسة والله، جربي” =) أضحكتني بسبب تناقض الطول و العمر و حجم العربة، و أسعدتني لأنها تسعد نفسها، فقد رأيتها مستمتعة حقاً ..

تأملت ..

قد تكون الطفلة البريئة التي منعتها أمها و هي صغيرة من أن تفرح و تقول “بييب” هي تلك العجوز في المستقبل، تخيلتها تعوّض عن طفولتها التي حرمت منها !!

مسكينة تلك الطفلة، هناك أمهات و آباء لا يعون كيف يكلمون أطفالهم، و كيف لهذه اللغة التأثير على نفسياتهم و شخصياتهم!

لكل أم و أب، أرجوكم، أطفالكم ..

ما رأيكم ؟

17 فكرة عن “مجنونة و سعيدة”

  1. وايد تمر علي مواقف مثل هذه ويحزنني أن أرى الأم أو الأب يغضب بشدة على تصرفات الأطفال البريئة! واكتشفت أن أغلب الأطفال يتجاوبون معك بالإبتسامة الخجولة لما يشوفونك تضحكين على “البيب بيب” مثلاً. وفي أغلب الأحيان يختفي غضب الأم/الأب لما يشوفون ان أطفالهم “مو أذية”.

  2. في امهات مايحبون الازعاج ولا يحبون اعيالهم يلعبون بالاماكن العامة ويحس ان لازم الطفل يكون رسمي وثقيل ويمنعه من الابتسامه .. ويخلي وجهة دائما زعلان لين مايكبر لان تعود هذا شئ من يوم ماهو صغير ..

    دائما في الاماكن العامه نشوف شغلات كثيرة وغريبة بنفس الوقت ..

  3. احسست وانا اقراء التدوينة بنوعين من الشاعر، يبدو انها ماردتي ايصاله لنا ، مشاعر الانزعاج من تقييد حرية طفلة تلهو وتلعب ومايسببه من اثار مستقبلية على نفسيتها، فالرسائل السلبية تترسخ في اعماق العقل الباطن ويصعب تغييرها ان كانت مستمرة..

    والمشاعر الأخرى ..مشاعر السعادة التي كانت تحسها المراة الكبيرة في السن .. ويبدو انها تمر بمرحلة متقدمة جداً من السلام النفسي الداخلي
    وهو يجعلها تعيش اللحظة بكل لذتها، وذكرتني بالقصة، عندما سأل عدة اشخاص ماذا تفعلون الأن ؟
    اجاب الجميع نحن ” ذاهبون للعمل “، ماعدا واحد اجاب ” انا اقود السيارة ”

    ويبدو انه الوحيد فيهم الذي شعر بلذة اللحظة وعدم فقدانها..

  4. مسكينة تلقينها مخرفة..

    وبالنسبة للطفلة ، انا منج اطرحها والزقها بالعربانة. اعيشها جو البرنامج “cops” يعني لمسايرة روح الدعابة.

  5. مذهلة طريقة التحليل يا ميّ..

    فعلاً علامات وجهي تغيرت في نهاية التدوينة وتخيلت الموقف كما صورتيه..
    وهو شيء واقعي جداً..

    بعض الكلمات التي نعتقد أنها عادية قد تدمر نفسيات الأطفال وتزرع في داخلهم عقد حقيقة تستمر لعشرات الأعوام..

    تدوينة رائعة يامي..

  6. أحس أكثر ما يواجهونه الأطفال من تنتقضات هو موضوع العقاب ..
    لأن كثير من الآباء والامهات عقابهم ناتج عن ردة فعل لا أكثر
    وتجد الطفل يحتار خصوصا إذا مارس التصرف من قبل ولم يعاقب عليه

    أنا أتفق مع الذي يضع ضوابط ومبادئ للعقاب بحيث يعرف الطفل لماذا تمت معاقبته

  7. شيماء: صح كلامج! و طبيعة الانسان حبوب فما بالج بالأم و الأب؟ = )

    مضيعة بيتهم: اي والله صدقتي! عشان جذي الأغلب معبّس الحين :S و مثل ما قلتي .. غريــــبة و عجيـــــــبة و الأطفال الضحية ;/

    صريح: بالضبط! هذه المشاعر المتناقضة التي أقصدها! و أعجبتي قصة أقود السيارة!

    outkasty: 😉 شفتي شلون!

    Suspic: لول! بس خووش تخريف والله P:

    خفوق: أي والــــــــــــــــــــله! أمهات ما لهم داعي ! الله يهديهم يارب !

    محمّد: شكراً لك : )

    محمد: طبعاً ! الطفل في داخله عالم آخر يحس و يرى و يتكلم ! لكن من يدري ؟

    وليد: صحيح! العقاب ترا أمر دقيق جداً و يجب التعامل معه بحذر! هناك مربيين يعاقبون و يدمرون، و هناك مربين يعاقبون و يبنون شخصيات! و بالمناسبة هناك مدارس كثيرة في التربية لا تعترف بما يسمى بالعقاب أبداً!

    مصطفى حسان: شكراً لك : ) آميـــــــــــــــن .. التربية أهم من الهواء و أصعب من كل شيء!

  8. يقولون أن في داخل كل أنسان طفل صغير 🙂

    فلذلك يوصى النساء بتدليع أزواجهم أحياناً وكأنها تدلع طفلها الصغير والعكس صحيح !

    وحتى غير المتزوجين 🙂 تجدهم أحياناً يلهون ويلعبون وكأنهم أطفال صغار , فمعنى هذا أن قصة الطفل الصغير موجودة :p

  9. أذكى سيرف: لووووول !! شدراني !

    بدر الشايع: هذا الكلام صحيح، داخل كل منا طفل صغير D: اكو ناس يطلع معاهم وايد و اكو ناس يخشونه p: و صح كلامك = ))

  10. والله يا مي في هالوقت ما في أحد قادر يتحمل الثاني حتى لو ضناه ، بسرعه يتنرفز ويتوتر على أتفهه الأسباب ، ويبي الياهل يفكر مثل الكبير وييصنع مثله . الله يعييييييييينا على تحمل مسئولية التربية

  11. قال أخي الأكبر يوماً عباره , وهي :

    ” إبن إبنك ولا تبني له ”

    فلا تمنعه من الضحكه وارسمها له , وانسى كل العالم ونظرتهم وأحرص على سعادت إبنك في حدود الذوق والأدب…

    وش استفاد جيلنا من هالكلمات ” عيب , استح , بس , الصغير مايتكلم قدام الكبير , روح في آخر المجلس ….. ” وغيرها من العبارات التي قيلت لنا من باب انها سوف تصنع رجالاً … ولكن من تجربه شخصيه اكتشفت انها تنقص ولا تزيد … وعند مناقشتي لوالدي في الموضوع قال لي والله ياولدي حنا قصدنا طيب ترى … وهو صادق .. بس اتفقنا بالأخير ان الشئ هذا يسبب الكبت , واتفقنا انه ينتهي 🙂

  12. ندى: صاااااااااااجة! هذا زمن السرعة! محد يتحمل شي! و آمين يارب : )

    إبراهيم: لوول! صاج والله! و لا أكو أوادم حسبالهم رجال لما يزف ولده و لا بنته جدام الناس!! يستقوي و يهدم ولده 🙁

    على قولتك قصدهم طيّب، عشان جذي التربية صعبة جدا = )

    الأجيال الي فوقي يقولون، بالعكس طراق و يتعلم احنا جذي تعلمنا! بس اهما مو حاسين ان اكو خلل فيهم D:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *