هل أنت صادق؟ أو قيمة الصدق عالية جدا عندك؟ بكل تأكيد ستنزعج ممن يكذب. لمَ؟ لأن في عقلك هذه القيمة لها أهمية عالية جدا وهي ما يدفعك للتصرف بصدق، ولأنها مغمورة جدا وعميقة في ذهنك، يكاد العقل لا يصدق عندما يرى أنها تُخترق: يعني عندما ترى
أحدهم يكذب. لذلك نقول باستغراب شديد أو بتكرار الاستغراب من تصرف غير لائق من أحدهم عندما يكون مخالفا لما نؤمن به. وما نؤمن به نتصرف بناء عليه، وهكذا.
كلما كان ضميرك يقظا فيما يخص قيمة معينة، ستشعر بالقهر أو الغضب عندما يرتكب أحدهم جريمة فيها. وأنت الوحيد الذي يعرف نفسه.
ما الحل؟ ما الحل عندما ننزعج عندما نرى أحدهم يفعل أمرا يختلف اختلافا كليا عما نؤمن؟ وقد يكون ذلك حتى بالأفكار العامة أو الآراء، ليس بالضرورة قيم أو أخلاق.
تذكر، كما أن هناك بعض الأفكار أو المعتقدات الموجودة في عقلك والتي تتصرف بناء عليها، الآخرين لديهم كذلك أفكار ومعتقدات يتصرفون بناء عليها. ولأن ما تمر به، وتفكيرك، ونظرتك للأمور تختلف عن الآخرين، ستجد اختلافا بين ما ترى أنت وبين ما يرَ الآخرون. فلا تقلق. وتفهم. وكن متفتحا للجديد الذي قد يفيدك. وارتاح، فالاختلاف طبيعي سواء كان في آراء أو في أخلاق.
لو رأيت ما لا يعجبك من الأخلاق احمد الله على السلامة والعافية وقل الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من خلقه وفضلنا على العالمين تفضيلا، ولا تشمت بأحد، ولا تنزعج أو تحزن لأن أي شخص يتصرف معك بتصرف غير لائق هو يعبر عن نفسه (وهو يتصرف بناء على ما في ذهنه) ولا يعبر عنك أنت.