هل تلعب أم تعمل؟

المشكلة الأزلية لدى الموظف أو صاحب العمل أو حتى الطالب هي “ضعف الإنتاجية”.

نصل إلى المكتب، نبدأ هنا وهنا وهنا وهنــــــــــاك ومن ثم هناك البعيد جدا ونرجع لهنا وهنا وهنا وهناك، وتستمر الدائرة، وينتهي اليوم، وعندما نرى ماذا فعلنا؟ غالبا لا شيء، أو شيء ضئيل نستحي أن يعرف عنه أحد.

طيب، ما هو الحل؟

أولا، يجب أن نعرف نقطة هامة قبل أن نعرف ماهو الحل. وهذه النقطة هي حقيقة، ولن يستفيد منها سوى الذين يحترمون ويقدرون ويحبون ذواتهم، ويستحيل أن لا تكون منهم لأنه لا يقرأ مثل هذا الكلام أولئك الذين ينظرون لأنفسهم نظرة دونية.

الحقيقة تقول:

اذا لعبت بعقلك وأعطيته القليل من هذا، ومن ثم قطعته عنه، وأعطيته القليل من ذاك، ومن ثم القليل من هذا وذاك وتلك وأولئك ورجعت لهذا، يعني تتنقل بين مليون شيء بالضبط مثل الفشار عندما تتقافز حباته وهي على النار، بسرعة وبعشوائية كبيرة،

ماذا سيحصل لعقلك؟

مسكين. إنه. يتقطع.

كثرة التشويش والقفز بين مهمة وأخرى، بين بريد الكتروني وآخر، بين فيس بوك وتويتر، بين مكالمة ورسالة قصيرة، بين واتس أب وبي بي أم، بين محطة راديو وأخرى، بين قناة وأخرى، دون الهدوء والتركيز والاتمام يؤثر سلبا وبشكل خطير على العقل، فهو يقلل من الذكاء والاستيعاب، حسب ما قاله العلم.

Multitasking lowers you IQ.

الان، حان وقت الحل.

الحل سيساعدك في نقطتين:

المحافظة على صحة عقلك وعدم تشتيته، لأن ذلك مع الوقت يضعف من قدراته
الانتاجية وإنجاز المهام

الحل هو التركيز.

طيب، كيف أركز؟

ودعني أخبرك أن هذه الطريقة أغلب القادة الناجحون يقولون أنهم يستخدمونها، وأنا شخصيا أستخدمها، وهي مجربة وفعالة جدا جدا جدا.

لكي تنجز مهمة معينة، بتركيز وذهن صافي، قسم يومك كالتالي:

تسعون 90 دقيقة (ساعة ونصف فقط) تركز فيها لاداء مهمة معينة، وفي هذا الوقت تغلق وتبعد عنك كل الملهيات. تغلق البريد الالكتروني، تضع هاتفك النقال على الصامت، لو استطعت أن تغلق هاتف المكتب – انتبه حسب مكان عملك، لا أظن أنك تريد أن يتصل مديرك ولا يجدك لأني لن أنقذك وقتها hehehe
وتغلق الانترنت والمواقع مثل فيس بوك وتويتر لينكد ان ويوتيوب وغيرها. ويكون جل تركيزك على مهمة واحدة فقط، بذهن حاضر وصافي، سترى العجب العجاب، حقا ال90 دقيقة هذه ستكون الأفضل في يومك
جرب وأخبرني؟

بعد ذلك، تأخذ راحة لمدة 10 – 20 دقيقة، بإمكانك أن تمشي بها لتجديد دورتك الدموية، تحرك عضلات جسدك وترخيها، تشرب بها قهوة، تدخل المواقع التي تريدها، ترى بريدك الالكتروني، تفعل ما يحلو لك. حاول دائما أن يكون بها حركة لجسدك لأن هذا ينشط عقلك.

ومن ثم، 90 دقيقة أخرى، وراحة 10 – 20 دقيقة، وهكذا.

تذكر، أنك لو جعلت بريدك الالكتروني وهاتفك ومواقع التواصل الاجتماعي مفتوحة وأنت تعمل (بغض النظر عن عملك وعلى حسب طبيعته سواء كان كتابة أو أرقام أو رسم أو تأليف أو أيا كان) هذا يعني أنك تجعل “الاخرين” يضعونك أنت على أجندتهم، حسب جدولهم. يعني أنت تكون ضحية لهم. في حين عندما تغلقهم وتقوم بأداء مهامك ومن ثم ترجع لهم حسب “أجندتك” أنت، هنا فقط تنجز ما تريد في اليوم، الاسبوع، الشهر والسنة.

الكثير من الكتاب انتهوا من كتب في خلال أشهر قصيرة باتباع هذه الطريقة.

جربها، وسترى شعورك بالانجاز وبالقوة في تحكمك بوقتك وبالمشتتات، وستشعر أيضا بصحة عقلك، فللتركيز طعم لا يشعر به إلا من أتقنه، وهذه طريقة بسيطة ومريحة، فجربها.

هذا التركيز على نطاق يوم، لكن التركيز مهم حتى على نطاقات أوسع. فإذا رغبت أن تؤسس مشروعك التجاري يجب أن تركز فيم تحتاج أن تتعلم في بداية رحلتك، ولا تشتت نفسك بالكثير لأن ذلك لن يفيدك. وهذه فرصتك أن تلتحق مع الكثير ممن يرغب في تأسيس مشروعه، في عضوية شهرية خاصة، كل شهر تأخذ مجموعة ورش عمل (فيديو) وتشاهدها على الأقل 3 مرات، تستوعبها وتطبق ما بها، ومن ثم تنتقل الشهر الثاني لمجموعة أخرى، وذلك مقابل مبلغ بسيط جدا جدا، استغل الفرصة واتخذ خطوة الآن، فإن لم تبدأ الآن متى ستبدأ؟ وصلنا عام 2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *