حقيقة عن عالم التدريب

مجموعة ليست قليلة من عملائنا (في مركز amazing training) أخبرونا أنهم بسبب تجاربهم السيئة مع عدة برامج تدريبية، قد فقدوا الثقة في الدورات التدريبية، لكنا قد جعلناهم يثقون بالتدريب مجددا.

قطعا من الواضح جدا أن ذلك مدح صريح لشركتي ولفريق عملي 🙂 لكن دعونا نكن صريحين بعض الشيء، حقا نستحق ذلك لأننا بعيدين كل البعد عن الغش التجاري!!

كما ذكرت في أكثر من مرة أني تقريبا منذ صغري وأنا أحضر برامج تدريبية، لكن عندما كبرت دخلت عالم التدريب كمجال في عام 2005، وبدأت فيه كمشروع تجاري خاص منذ عام 2007. بالمناسبة، أنا لست مدربة ولن أصبح مدربة، لأن رغبتي واهتمامي بما قدمت مسبقا وسأقدم مستقبلا باذن الله كـ محاضر أو محاضرة إن صح التأنيث.

لمَ يفقد أو فقد الكثير من الناس الثقة بالتدريب؟

للأسف، أصبحت الكثير والكثير والكثير من الشركات تأسس من أجل الربح المادي فقط لا غير دون مراعاة للعميل. بكل تأكيد أي شركة أو مشروع تجاري يتم تأسيسه يكون الهدف هو الربح المادي وهذا طبيعي وأساسي وممتاز، لكن أن يكون ذلك على حساب الصدق في الخدمة أو المنتج؟ يعني ليست مشكلة عند المئات والمئات من الشركات أن تقدم “كلام فاضي” للمتدربين لكن المهم أن تحقق ربح من هذا البرنامج أو الدورة أو المحاضرة.

طيب ذلك منتشر منذ سنوات طويلة ومعروف وقد زاد بشكل مخيف ومرعب في السنوات الأخيرة. وكما قال مرة د. مصطفى أبو سعد أن بعض الدورات تزيد من تعقيد حياة الحضور وتضخم لهم أحزانهم!! السبب؟ تجارية بحتة لا يهم سوى دفع المتدرب لثمن الدورة!!

الطامة الكبرى الآن ليست على مستوى الشركات فقط، بل على مستوى الأفراد. أصبحت شركات التدريب تقدم دورات تدريبة تخرج المشاركين بها لكي يصبحوا مدربين معتمدين، بغض النظر، بغض النظر، عن مستوى وخلفية المشاركين السابقة!!!!! يعني حتى لو أحدهم لا فائدة منه وطرد من عمله أو من دراسته، يستطيع الدخول لهذه الدورة “بنقوده” ويتعلم كيف يلقي وكيف يتحدث وفوق ذلك كله يعطوه مواد لكي يقدمها كدورات تدريبية!! يعني حتى الطبق جاهز مع الدورة ليقدمه المشارك بعد تخرجه منها وغالبا لا تتعدى ال7 أيام!!!

بكل تأكيد، عندما يسمح لأي شخص كائنا من كان أن يصبح مدربا معتمدا ويأخذ شهادة يعلم الله من أين مصدرها ويبدأ بعد ذلك بوضع كلمة “مدرب” قبل اسمه ويعطي الناس من غير خبرة ولا علم ولا هم يحزنون، سيفقد الكثير بل ولا يلامون، ثقتهم بالتدريب وفي الدورات وسينظر للدورات أنها غش في غش وعلى قول البعض “خرابيط”!!!

أعرف الكثير من الناس للأسف، لا علاقة لهم بالتطوير إلا قليل قليل، ولا يريدون سوى الشهرة والبرستيج والحرية كما يزعمون. بعضهم لم يكمل دراسته وبعضهم فاشل في حياته وبعضهم وبعضهم وبعضهم، لكنهم مدربين!!

العيب ليس لمهنة التدريب فلها كل الاحترام وأسأل الله التوفيق لكل مدرب مخلص فهم من يعلمونا ويعلمون الكثير من الناس. ولا بدورة أو برنامج مدرب معتمد لا أبدا فهذا مجال محايد لا يلام بشيء، اللوم للذين لا يملكون ضمائر حية يغشون الناس بمعلومات أتت من قراءة سريعة أو من غيرها أو أخذوها بدورة وأصبحوا مدربين يدربون الناس!!

أصبحت مهنة من لا مهنة له

تذكر، مجال التطوير والتدريب مجال راق جدا ونافع وبه تتغير الأمم والمؤسسات والمجتمعات، لكن وعينا بوجود الكثير من الناس غير مأهلين لأن يكونوا مدربين يجعلنا نعرف ونقرأ ونسأل قبل أن نختار الالتحاق بدورة معينة، ويجعلنا نعرف أن وجود فئة غير صادقة ولا يستطيع الواحد أن يتعلم منهم شيئا، لا يعني عدم وجود مدربين نافعين حقا ولديهم خبرة علمية وعملية في مجالاتهم، وضعوا بصمتهم في عالم التدريب. واجبنا أن نبحث قبل أن نلتحق ببرنامج، والآن مع الشبكات الاجتماعية من السهل أن تعرف عن المحاضر وترى اسلوبه أو فيديو له قبل أن تحضر. وإن حصل وحضرت ولم يكن بالمستوى الذي تريد كفائدة أو محتوى، تعلم من هذه التجربة : )

أخبرنا، هل لك تجارب سيئة في دورات تدريبية؟ أو برامج؟ ماذا تعلمت؟

إن حق لي أن أجب على هذا السؤال، لقد كانت لدي تجارب عديييييدة سيئة، وأذكر واحدة منها أن المحاضر كان يعطي أي زائر لموقعه أو ناظر له أنه خبير ولكن عندما حضرت دورة يوم واحد وب50 دينار كويتي تتحدث عن التسويق ولم أخرج إلا بمعلومة أذكرها كانت تقول يجب أن يكون بريدك الالكتروني على موقع خاص بك وليس هوتميل أو ياهو !! أذكر وقتها أني حزنت ليس فقط على خلو الدورة من محتوى، لكن حتى على الحضور أغلبهم كانوا للتو بدأوا مشاريعهم التجارية (كانوا منهم طالبات قمت بتدريسهم في الجامعة)  والدورة لم تعطهم الكثير والكثير عن التسويق، فطارت ال50 دينار 🙂 وحرمت أن أحضر لهذا المحاضر غفر الله لنا وله، وغيرها الكثير من التجارب الأخرى حتى خارج الكويت يعني تكلفتها أعلى من هذه الخمسين التي مازلت أريدها أن ترجع لي 😀

7 أفكار عن “حقيقة عن عالم التدريب”

  1. السلام عليكم .. انا اتفق معك تمام الاتفاق .. وأؤيد ما قلتيه تماما .. بل اضيف إلى ذلك ان هناك من يحسبون على انهم مدربين ومحاضرين، يقومون بتحميل بعض الدورات من الانترنت وخاصة الاجنبية، ثم يترجمونها ويقدموها كما هي بالحرف!! .. يعني لو يقومون بالاقتباس او حتى تقدميها بطريقتهم الخاصة، تنبلع!! .. لكنهم فقط قص ولصق!! .. ولدي امثلة كثيرة وللاسف اشخاص مشهورين!! .. بدون ذكر اسماء طبعا 🙂

    وفقك الله وسدد خطاكم

  2. الاخت الفاضلة /مي التركيت
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكرا علي المقالات القيمة التي ترسلينها دورياً
    واحب ان احييكِ علي طرح هذا الموضوع الهام حول عالم التدريب
    وقد تطرقت في مقالات سابقة لي لهذا الموضوع
    ويسرني إطلاعك عليها ان سمح وقتكِ بذلك
    علي الروابط التالية:

    مقال:أقرأ كتاباً..تصبح مدرباً
    http://www.alanba.com.kw/kottab/dalal-madwah/31845/04-08-2008

    مقال:تطوير ذاتي..آخر أولوياتي
    http://www.alanba.com.kw/kottab/dalal-madwah/140829/03-10-2010

    وتقبلي تحياتي
    دلال عبد الرزاق مدوه
    كاتبة صحفية في جريدة الانباء
    عضو جمعية الصحفيين الكويتية
    عضو جمعية العلاقات العامة الكويتية
    تويتر : dmadooh@

  3. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    حضرت قبل سنة ونصف تقريبا دورة تدريبية كان معلن عنها في الفيسبوك، لفت نظري الاعلان فأرسلت لهم لأستفسر عن هذه الدورة ذات العنوان الرنان، صراحة تفاجأت بسرعة ردهم و الاتصال و الاهتمام و الاقناع، و كيف أن هذه الدورة ستفتح لي آفاق جديدة في البزنس و أنها استثمار حقيقي، فوافقت على التسجييل بشرط هم من طرحوه لإقناعي أكثر الشرط كان ” استرداد المبلغ إذا لم أحقق الاستفادة المرجوة”
    وافقت و طبعا خلال فترة وجيزة جاءت مندوبة بالبروشورات و الوصل لاستلام رسوم هذه الدورة و المقرر انعقادها في أحد فنادق الخمس نجوم.

    في اليوم المحدد ذهبت إلى الدورة و التقيت فيها بعدد كبير من الناس الذين لديهم أحلام بتغيير أنفسهم و تسريع خطواتهم نحو النجاح و الثروة.

    بدأت الدورة بتقديم فخم للمدرب الذي ما أن بدأ يتكلم حتى شعرت أن الدنيا تدور بي بسبب المزاح السخيف و الاستخفاف بعقول الناس إضافة إلى تخصيص طاولة للمطبلين من فريق عمله لضرورات التصفيق و التشجيع و كان كل بضع دقائق يستشهد بأحد منهم بموضوع و كأن لا أحد غيرهم في القاعة…

    عموما خلال ساعة خرجت من القاعة و تحدثت مع السيدة التي أقنعتني بالدورة و أبلغتها استيائي و استياء الحاضرين و أني أريد الانسحاب إلا انها بذكاء شديد أقنعتني بالعودة و تناول الغداء كدعوة شخصية منها – تصرفها هذا زاد احترامي لها لأنها عرفت كيف تحافظ على استمرار الدورة و تبذل كل مافي وسعها لإنجاحها رغم استياءها من المدرب. عموما بعد الدورة دفعت المبلغ كاملا رغم الطلب منها أن تخصم تكاليف الفندق و الضيافة إلا أنها رفضت.

    هذا مثال للحالة التي ذكرتها الأخت مي عمن حضروا دورة تدريبية مع مدرب عالمي أو مشهور و اعتقدوا بعدها أنهم أصبحو بكفاءته بإعطاء الدورت. هذا لا يمنع أن الشخص قد استفاد من الدورة التي حضرها وطبق ما تعلمه فيها إلا أن هذا لا يعني أنه أصبح مدرب أو قادر على أن ينقل ما تعلمه للآخرين لأن التدريب حرفة محترمة و لها أصول.

    يعجبني المدرب المؤثر الذي يترك بصمة مؤثرة في الحضور تستمر لسنوات.

  4. بالنسبة لي أنا لم أحضر أي دورة وحين أرغب في حضور دورات تدريبية سأبحث عن شخص ناجح في حياته شخص عاش التجربة حقق شيء ملموس في حياته ،لأني لا أحب و لن أقبل حضور دورات يقيمها مدربين حصلون على شهادة بين ليلةوضحاها ، مدربين فاشلين في حياتهم مع كامل احترامي للمدربين ليس لهم مدخول سوى مدخول الدورات التدريبية نحن بحاجة لشيء عملي ليس نظري لنتعلم. و بصراحة لقد أصبحت متابعة للمدربين والمحاضرين الغربين لأنهم عاشو تجربة النجاح و لايتحدون من فراغ مثل بعضمدربينا للأسف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *