المشكلة ليست في الفشل، المشكلة في نظرتنا. ما هو الفشل أصلا؟ من قرر أن هناك شيئا اسمه فشل؟ الانسان
من معاني الفشل باللغة الجبن والضعف والكسل والتراخي. اذا، من هو الفاشل؟ هو الذي يحاول ويتحرك ويفعل ويبذل لكي يحقق شيئا ولا يصير كما يريد؟ أم هو الذي يستلقي أو ينبطح ولا يتحرك يفعل شيئا أو خيرا؟ طبعا وقطعا الثاني.
عندما يكون في ذهني وعقلي أني “قد” أفشل في هذا الأمر أو ذاك، هل سأتحرك تجاهه؟ عقلي يحميني، لا يريدني أن أصيرَ شيئا لا أحبه ولا أتقبله، لذلك يقعدني عن التحرك نحو تحقيق أحلامي!! فإذا رأيت نفسك كسولا مسوّفا مؤجلا لأحلامك، فراجع عقلك، ستجد خوفا، خوفا من الفشل أو من أي شيء آخر يشبهه. استعن بالله، لأنك بذلك تضيع حياتك. وما هو شكل الحياة التي تعيشها إن لم تسع لتحقيق أحلامك؟
مشكلتنا في القلق تجاه ما “قد” يظنه الناس عنا. نتصور أن الناس لا يجدون شيئا مهما في حياتهم سوى مراقبتنا!! نعم هناك أناس فارغون يفعلون ذلك، لكن، هم فارغون!!!! يعني لا يهم رأيهم ولا يهم ما يظنون لأن كل ما يظنون يعبر عنهم؛ الفراغ.
لو كان لديك صديق، لديه حلم أو هدف يحبه، شيء حقا حقا يريد تحقيقه، لكنه يقول أنه يخاف إن بدأ به أن لا ينجح، هل ستقول له نعم كلامك صحيح دعك من هذا الحلم، أم ستشجعه وتخبره أن الفشل طريق النجاح؟ لم نشجع الآخرين وننقذهم من الاستسلام ولا نفعل ذلك لأنفسنا؟ ألا نحب أنفسنا كفاية؟
الفشل هو أن تحاول أن تفعل شيئا ولا يصير كما تريد من أول مرة، لكن هذا أمر طبيعي وعادي وهو ما يساعدك أن تفعله كما تريد في المرة الثانية أو الثالثة أو المائة. الفشل هو تجربة. تجربة مهمة معينة لا تصير فيها الأمور كما المفروض. منطقيا هذا أمر طبيعي. تخيل أنك تقوم بعمل كعكة، وقد نسيت أحد المقادير أو المكونات، ولم تنتهي بالشكل المطلوب، هل تبكي؟ هل تحزن؟ هل تقول أنه لا فائدة ولا طائل منك؟ طبعا هناك بعض “الأذكيا” من أول تجربة كعكة يقولون هذا الكلام لكنهم استثناء نحن نتحدث لك أنت وما دمت تقرأ ما يجعل حياتك أفضل يعني أنك مميزا، صدقني من مثلك قلة، فأنت تحب نفسك وإلا لما قرأت.
عادي وطبيعي و”منطقي!!!!” أن تحاول أن تفعل شيئا ولا يضبط من أول مرة. سواء كان كعكة أو هدف أو حلم. هل من المنطق أن أفرق بين المهام حسب ما أريد أنا؟ هدفي أو حلمي أن أنشأ مشروعي الخاص وانشأته وفشل ولم ينجح أو يحقق ما كنت أحلم، لأنه لم يصير كذلك أقول لا توجد مقارنة بينه وبين الكعكة؟ كلاهما تجارب، وكلاهما أريد تحقيقها، بغض النظر عن طول الفترة التي أحتاجها لعمل الكعكة أو لإنشاء وتأسيس المشروع. الأمر كله بالعقلية التي أفكر وأتصرف وأعيش بها.
الأمر في أفكارك. نظرتك للأمور عندما تخفق فيها. قد تكون لدينا حساسية مفرطة تجاه أن نفشل، نريد أن نكون كاملين مثاليين لا نخطأ. هذا مرض!! من يظن ويفعل ذلك يضيع حياته. الشجاع والبطل هو الذي لا يهمه أن يخطأ ولا يهم أن يقول الناس أوه لم ينجح عندما فعل هذا أو هذا، لأن ما يهمه هو عمق “الحياة” التي يعيشها، والذين يتحدثون ويحركون ألسنتهم دليل أن لا شيء لديهم يشغلهم، فالناجح هو من عقليته ناجحة، لا ينظر لمحاولات الآخرين هكذا لأنه يفهم ماهية النجاح والتجارب ومعنى الفشل الحقيقي.
أذكر عندما كنت أعيش وأحقق حلمي في أن أؤسس وأملك مركز تدريب متميز ويختلف عن المراكز “التجارية”، كنا في إحدى الدورات وكان المحاضر فيها جديد على الكويت، فلم يلتحق بالدورة سوى 10 أو 12 شخص، فكان الربح الذي خرج من هذه الدورة هو 5 دنانير كويتية فقط !!! يعني تقريبا 20 دولار 😀 والله إني ضحكت ولازلت أضحك. فكانت نظرتي ومازالت تجاه هذه الخمسة دنانير أنها تجربة!! تعلمت منها!! وهي تجربة مضحكة لأن المبلغ قليل جدا جدا. هل سأموت؟ حتى وإن لم يكن لدي غير هذه الدنانير، لن أموت جوعا ولن أموت إلا عندما يقدر الله لي ذلك. هل يعني ذلك أني غبية؟ لا أعرف كيف أعمل؟ لا أعرف كيف أنظم برنامجا؟ لا أعرف كيف أختار؟ قطعا لا!! ولو ظننت ذلك لما استطعت أن أنشأ المركز بأكلمه!! هكذا نظرتنا للفشل تشلّ تحركاتنا. تعلمت عن موضوع البرنامج وعن المحاضر وعن المتدربين وماذا يريدون. أصلا لم أجد أكثر متعة من تلك التجارب التي أحاول وأجرب فيها وأرى ما هي النتيجة، إن صلحت ونجحت الطريقة استمريت عليها وإن لم تصلح تركتها. ملاحظة: لا أحتاج هنا ان أفرد عضلاتي بهذا المثال لأن بإمكاني أن لا أذكره، فهو صحيح وشعوري تجاه ما حصل صحيح مائة بالمائة.
استعن بالله واطلبه باسمه المعين والقوي أن يعينك ويقويك. عوّد نفسك. تحدث معها منطقيا، فكل مخاوفنا عاطفية لم نبذل وقتا أوجهدا لمواجهتها والتحدث معها بمنطق للتخلص منها. لا تجعل ظنونك وأفكارك ومعتقداتك تجاه الفشل تحرمك متعة الحياة. دعك من الناس، وعوّد نفسك على ذلك. لا يهم ما يظنون، المهم أنت أن تعيش حياة غنية بالتجارب والخبرات! الله ما أروع هكذا حياة، لا تحرم نفسك.
أخبرني الآن، ما هي نظرتك تجاه الفشل؟ هل منعك أن تحقق حلما معينا؟ ما هي أفكارك التي منعتك؟ شاركنا لنشجع بعضنا حتى نحقق أحلامنا.
مقال جميل جدا..
أنا من الذين يعانون نفسيّا من هذه الكلمة “فشل” في السنين العشر الأخيرة من حياتي بات كل شيء أقدم عليه فاشلا .. النجاحات المسبقة التي حققتها في الدراسة الى بداياتي الأولى في الوظيفة, لم تكن كفيلة لأن أتقدم أكثر وأحصل على النجاحات الأكبر.. زواج فاشل , النجاح الوظيفي تحول الى فشل وظيفي, علاقات اجتماعيه فاشلة أيضا.. الحمدلله على هذا الحال فلكل جواد كبوة و متأكد أن هناك لحظة ستأتي أقف بها على قدمي مهرولا بل أجري بكل قوتي محققا جميع أحلامي بدون بدون فشل يذكر. السؤال متى هذه اللحظه و أين وكيف ستكون , لا أعلم !
اخي الكريم عوض
بما أنك بفضل الله واعي أن هذه الكلمة تسبب لك معاناة، استعن بالله وتخلص منها
ايذل جهدا وتحدث لنفسك وتحاول مع الأفكار منطقيا
اطلب الله وادعوه باسمه الحكيم والبصير والعليم أن يبصرك ويعلمك ما تحتاج لتغييره
ادعوه باسمه الجبار أن يجبرك على كل ما مضى وقل الحمدلله على كل حال
الجأ لله واطلبه وعدّل ما لا يعجبك في حياتك لأن كما قلتَ أن أغلبه في ظنونك وفي اعتقادك
وفقك الله
صحيح ،، كلامك سليم
ليس هناك كمال ولا مثالية
ومن أخطائنا نتعلم ، المهم هو الإستمرار وعدم التوقف
الإحساس بالفشل معوق للإنسان وحائل دون الوصول لهدفه وتحقيق احلامه
وعن تجربة شخصية..
عندما كنت اخاف من النقض لم اكن افعل شئ ولم انجز شئ
لكن الان وبعد ان أصبحت اتقبل النقد ، وأستطيع التفرقة بين البنّاء منه والغير ذلك
لم اعد أخشى الفشل ، فلا حرج ان نخطئ ولكن..لنتعلم من الخطأ
بالعكس لا مكان لكلمة فشل في قاموسي أنا مثابره كثيرا وعندي امل كبير في الله فأراني اعمل واعمل واعمل إلى أنا اصل وإذا وصلت أحس انه طموحي أكبر ولله الحمد
جميل سعيد بوصول المقال لبريدي الالكتروني
منك نستفيد
أختي الحبيبة مي … كلماتك دائما تحرك بداخلي أشياء جميلة … تحفزني وتجعلني أريد ان اتنافس مع نفسي … وأحببت ذكرك لتجربة ال 5 دنانير فهي بحق تجربة تستحق الذكر والتذكر فمنها انطلقتي وبها ستحققين الكثير … بالنسبة لي قد أخاف من الفشل ولكني اعتبره بداية الطريق الى التمييز والنجاح فكم من مرات تعثرنا ولكن بحول الله وقوته نعود ونثابر لنصل … ودائما أتذكر عبارة والدي الله يحفظه وهو يكررها لنا لما كنا صغار والى الان ( لاتحسبن المجد تمرا انت آكله لن تبلغن المجد حتى تلعق الصبر ) .. صباح المجد والنجاح والصبر الجميل أحبتي … وأحبك في الله أختي الحبيبة مي .
السلام عليكم
بصراحه الفشل يزيد من قوة الشخص وعزيمته وهنا يتعلم من الاخطاء حتى يتداركها لاحقاً
بالتوفيق للجميع
ودي ,,
موضوع مميز والفشل ليش بكل شي
ودي لك
جزاك الله خير
مقال رائع جداً وجميل
بالتوفيق .. أخت مي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
مقال جميل جدا، الفشل ليس نهاية الطريق، بل ربما يكون هو بداية التألق.
تحياتي.
شكرا
فشلت في دراستي الثانوية ثلاثة مرات والمرة الرابعة نجحت بتفوق الحمدلله
مقال جميل جدا …
انا من النوع الثاني استعين بالله لكني اعجز كليا، امضي وقتي في الاستلقاء و الانبطاح… لم يعد شيئا من الامور التي كنت اهتم بها تهمني، اظنني بدات اتيه او ربما اكتشفت اخيرا اني تهت بعد كل هذه المدة
بدا الامر عندما توقفت فجاة عن الدراسة، هذه الاخيرة التي لم اكن اهتم او اعرف غيرها … لا ادري ماذا افعل او اين علي ان اسير حقا
عموما شكرا علئ الموضوع 🙂 فلاول مرة ارد علئ موضوع ما علئ النت….
صحيح الفشل او لن اقول الفشل بالاخفاققد يداهمنا في يوم من الايام كما هو حالي انا اليوم فقد خسرتو في امتحاناتي التي كنت انتظرو من الكثر لكن و بكل ثقة انا سأبدا من جديد و سأحقق حلمي مهما كانت الصعاب
و لكن لديا سأل هل حلمك من اجل تحقيق شيء لغيرك هل هو حلم ام لا ؟