البكاء على الحليب المسكوب

milk-spilled
قمة ضياع الوقت والطاقة والقلب والنفس والروح: البكاء على الحليب المسكوب.
أحيانا قد تحصل بعض الأمور، لا تعجبنا، لكنها حصلت وانتهى الأمر. حتى لو كان ذلك صغيرا بسيطا مثل أن كوبك المفضل قد كُسر. أو اشتريت سلعة ثمنها غال ولم تردها لكن لم تستطع إرجاعها. أو التخصص الذي تريده تم إغلاقه. أو الجامعة التي تود الالتحاق بها لن تقبلك وذلك بات مستحيلا بسبب معدل أو نحوه. أي شيء صغيرا كان أو كبيرا عندما يحصل فقد حصل وانتهى الأمر. أحيانا لا يعجبنا هذا الكلام أو “هذه الحقيقة” ونظل نتشبث ونتمسك بأمل غير حقيقي أو نظل متمسكين بحزننا على هذا الذي حصل، وفقدناه، أو خسرناه!! كأننا لا نرغب في تقبل الحقيقة المرة أو أن نصبح شجعان ونمضي بحياتنا على الرغم من ذلك الألم أو تلك الخسارة صغيرة كانت أو كبيرة.

 

إن من الأمور الهامة جدا هي أن نعود وندرب أنفسنا مستعينين بالله على أن نترك الأمور تمضي، نتخلى عن التمسك والتعلق بماضي، بالعربي؛ نطوّف، نمرر، وبالانجليزية Let GO والمهم أن نفعل ذلك على الرغم من حزن الفقد وهذا الشعور سيقل مع الوقت بفضل الله الجبار الذي سيجبر قلوبنا.

 

أضف إلى ذلك النعمة العظيمة التي نتمتع نحن بها، إيماننا بالله، فالإسلام نعمة كبيرة جدا لا تجد لها وصفا، فحبنا لله يعلقنا به (لكي تحب الله تعرف عليه عن طريق أسمائه الحسنى) ويجعلنا نثق به وأن كل أقدارنا منه وكل ما يحصل خير، حتى بالأمور اليومية البسيطة العادية. فلنعوّد أنفسنا أن نترك وننسى الأمور الصغيرة تلك التي “حصلت وانتهى الأمر” فهذا نضج، ثقة بالله، وتقدير للذات (عدم تضييع الوقت فيما حصل ولن تتمكن من تعديله أو إرجاع الزمن).

 

كن قويا، واثقا بربك، ولا تبك على الحليب المسكوب فقد سكب وانتهى الأمر، فكل أمر خير والحمدلله.

 

أخبرنا، هل جربت أن “لا تبك على الحليب المسكوب؟” أو ما هي طريقتك لكي لا تقلق على أمر حصل وانتهى؟

 

5 أفكار عن “البكاء على الحليب المسكوب”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *