غالبًا نتعامل مع الناس حسب أفكارنا عنهم، دون تدقيق لهذه الأفكار أو المعتقدات أو تجديد لها أو مسائلتها. بذلك قد نظلم أنفسنا ونظلمهم وعاقبة الظلم الخسارة.
مثلًا انظر من هذه الزاوية؛ عندما يكون لديك اعتقادا عن شخص لنفرض مثلًا أنه بخيل. وهذا الاعتقاد تكون من تكرار مشاهدة أفعاله أو تفسير أفعاله. ولنفرض أيضًا أنه حريص أو شديد الحرص. بعد فترة، تغير هذا الشخص، وهذا وارد، ولم تنتبه وإن انتبهت قد تستغرب لكن لم تفكر أن تغير نظرتك له بل استمريت بالتعامل معه مع فكرتك القديمة عنه. هذا أبسط مثال ممكن. قس على ذلك وتذكر وتفكر بعلاقاتك القريبة خاصة مع الأهل وجدد نظرتك واعتقادك وأفكارك عنهم؛ انعش علاقاتك.
وانظر من زاوية أخرى؛ قد تفسر تصرفات شخص معك بناء على اعتقادات تملكها عمومًا عن الحياة أو هذا الشخص أو البشر بشكل عام، دون أن تعطي نفسك وتعطي هذا الشخص فرصة لتتفكر وتفحص حكمك عليه. قد ترى في كثير من الأحيان أنك قد تكون ظلمته، قد تكون مثلًا تعتقد أن به كبر وأنه يحتقر الآخرين وهو ليس كذلك والدليل جوانب أخرى في شخصيته تنافي الكبر. فالتفسير العاجل قد يجعلنا نغفل عن حقيقة ونية هذا الشخص ويعمي أعيننا حتى عن الالتفات لجوانب شخصيته الأخرى، خاصة إن كانت نيته سليمة لكن تصرفاته لا تعكس بشكل واضح هذه النية، على سبيل المثال. وخاصة أيضًا أن من طبيعة البشر تضخيم بعض الأمور والمبالغة فيها.
حكمنا السريع وقفزنا للخواتيم وكسلنا في مراجعة أفكارنا ومعتقداتنا يجعلنا نخسر، فانهض وأعط نفسك وقتًا وفرصة، وجدد نظرتك.
#30يوم_تدوين
2/30